بكين- الصين- عدن TV

لي ينغ
من قناة CGTN العربية
في رحاب الحضارات الإنسانية العظيمة، تزهو الحضارتان الصينية والعربية كنجمين ساطعين، يشع كل منهما بنور فريد، ويتبادلا التألق عبر
مسيرة التاريخ العريق. وجاء انعقاد الدورة الـ11 من منتدى نيشان للحضارات العالمية في التاسع من يوليو، كفرصة استثنائية للحوار الحضاري، لاسيما من خلال بناء نموذج حي للتبادل الثقافي بين الصين والعالم العربي والذي سيضخ زخما لتقوية الجسر الذي يربط هاتين الثقافتين العريقتين.
تتجلى نقاط الالتقاء الثقافي بأبهى صورها في فن الخط، حيث تحتل اللغتان الصينية والعربية مكانة فريدة بين لغات العالم في هذا المجال. فالخط الصيني يحول عبر الفرشاة والحبر وورق “شوان” الرموز إلى لوحات فنية نابضة بإيقاع الحياة، بينما ينحت الخط العربي حروفه على شكل تموجات ككروم العنب، حاملا في انسيابيته عمقا جماليا وفلسفيا. فإذا كانت مدارس الخط الصيني مرآةً لشخصيات الخطاطين وانفعالاتهم، فإن الخط العربي يظلّ حارساً للتراث الديني والفلسفي. وهذه اللغة الفنية المشتركة لم تكن مجرد جسر لفهم الثقافتين بعضهما البعض بشكل أعمق، بل أيضا كانت محفزا لحوار جمالي يتجاوز الحدود.
أما في عالم العمارة، تبرز العمارة الصينية التقليدية بخصائص فريدة تمزج بين تناظر المحور المركزي الدقيق، وبراعة تنسيق الحدائق، ودقة أنظمة التركيب الخشبي، بالإضافة إلى زخارفها الآسرة. في المقابل، تتباهى العمارة العربية بمساجدها الشامخة التي تحاكي السماء، وقصورها الفاخرة التي تعكس العراقة، وأقواسها الهندسية التي تذهل الأبصار. يبرز التوافق الحضاري بين هاتين المدرستين المعماريتين في الرؤية المتقاربة لاستغلال المساحات والانشداد نحو الكمال الجمالي. وكل عمارة تجسد حكمة وإبداع حضارتها.
تظهر الثقافتان الصينية والعربية نقاط تقاطع عميقة عبر مختلف المجالات، فهي ليست مجرد تشابه في الأشكال الفنية، بل تجسيد لتناغم جوهري بين حضارتين عريقتين. ونحن نطمح إلى تعزيز الحوار بين الجانبين في مجالات أوسع، حيث ستكون الثقافة جسراً للتفاهم المتبادل، وقوة دافعة لتقدم الحضارة الإنسانية وتطورها، ومساهمةً فاعلة في بناء مجتمع المصير المشترك للبشرية بحكمة وعطاء.
وفي هذا الإطار، قامت قناة CGTN العربية بإنتاج برنامجاً ثقافياً تحت عنوان ((نبض الثقافة)) يقدم هذا البرنامج من خلال عرضه الرقمي المدهش، دليلاً حياً على إمكانية الجمع بين الأصالة الثقافية وابتكارات العصر الرقمي لخلق جسورٍ للحوار الحضاري. هذا النموذج الإبداعي في نقل التراث يفتح آفاقاً جديدة للتواصل الثقافي الصيني-العربي. ونحن نترقّب في المستقبل المزيد من هذه التجارب الرائدة، التي تُمكّن الثقافتين الصينية والعربية من الارتقاء المشترك عبر تبادل الخبرات والرؤى.
لمشاهدة البرنامج:
https://arabic.cgtn.com/news/2025-07-09/1942886138479087618/index.html